السبت، 7 يناير 2012

أنا زعلان يا بابا

أيوة أنا زعلان طحن. سمعت عظة عيد الميلاد كذا مرة ورا بعض علشان أفهم. يمكن كنت عاوز تقول حاجة ضمنية و أنا ما خدتش بالي منها؟ قعدت أسمع و أسمع و أتفرج و أتفرج على عظة عيد الميلاد بتاعة السنة دي و بتاعة السنة اللي فاتت لما برضه كانت الكنيسة مقدمة شهداء في أحداث الاسكندرية في كنيسة القديسين، و قلت أكيد مش هالاقي فرق كبير بين العظتين، ما هو البلا لسه بالينا و الهم لسه راكبنا، و الشهداء كتروا و البهدلة كترت، يعني لو فيه فرق يبقى هانكون زعلانين أكتر السنة دي.

السنة اللي فاتت ابتديت العظة بتاعتك كالآتي:

بسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين.

أبنائي و إخوتي الأحباء، أهنئكم بعيد الميلاد المجيد طالباً لكم حياة مباركة مقدسة ثابتة في الرب. و لكن قبل أن أهنئكم أود أولاً أن أعزي أبناءنا في الإسكندرية و في بلاد عديدة من جهة استشهاد عدد كبير أبرياء لا ذنب لهم. كما أعزي أيضاً أولادنا في نجع حمادي إذ قد مرة سنة على استشهاد أشخاص منهم. و إن كان المجوس قد قدموا للسيد المسيح في يوم ميلاده ذهباً و لباناً و مراً، فإننا نقدم له أيضاً هذه الأنفس الغالية علينا التي صعدت إليه. و هنا أذكر قول السيد الرئيس مبارك "إن دماء أبنائنا ليست رخيصة". أشكره على هذه العبارة و أشكره أيضاً على تهنئته لنا بالعيد و على تعزيته أيضاً في المكالمة التي كانت بيني و بينه صباح هذا اليوم. شكراً للسيد الرئيس من أعماق قلوبنا لأنه جعل عيد الميلاد عيداً وطنياً لجميع المصريين.

الناس كلها كانت زعلانة و حزينة و ما فيش جنس مخلوق سقف و إنت بتقول العظة و لا و إنت بتقول التهاني بتاعة كل سنة، و قدمت التعازي على التهاني و قصرت التهاني على جملتين صغيرين، و يمكن تكون خصيت بالذكر رئيس الجمهورية، لكن شكرك له كان علشان التعزية قبل التهنئة و علشان خلى عيد الميلاد عيد وطني. لا شكرته على مجهوداته من أجل رفعة البلاد و لا على تضحياته من أجل شمخة البلاد. صدقني يا بابا كان كلام جميل، و حسيت فيه بالتعزية على قد زعلي من اللي حصل قبلها بأسبوع، و حسيت إن البابا شنودة مع أولاده و حاسس بيهم، و إنه فعلاً "بابا" اللي كل الناس بتروح له لما تكون متضايقة و حزينة.

السنة دي كنت متوقع تقول كلام مشابه للسنة اللي فاتت، و خصوصاً بعض كل اللي حصل خلال السنة اللي فاتت، للمصريين عامة و للأقباط خاصة، و لقيتك بدأت العظة بالآتي:

بسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين.

أولاً أهنئكم يا إخوتي و أحبائي جميعاً ببدء عام جديد و بعيد الميلاد المجيد (تصفيق). هذا الذي جاء وسط أجواء صعبة يقول فيها الناس جميعاً "مصر بلادنا العزيزة المحبوبة، إلى أين؟" قطعاً إلى الخير و البركة، لا بلون من التفاؤل و إنما بإيماننا بتدخل الله في سائر الأمور لكي يسيرها في الطريق السليم. إلهنا الصالح يحب مصر و يحب المصريين و يرجو لهم السلام و الخير لذلك إيماننا بتدخل الله أن كل الأمور سوف تؤول إلى الخير و البركة بمشيئة الله (تصفيق). و أشكركم لأنه لأول مرة في تاريخ الكاتدرائية تزدحم الكاتدرائية بجميع القيادات الإسلامية في مصر (تصفيق) و أقول لجميع القيادات الإسلامية بكافة اتجاهاتها و كافة أحزابها و أيضاً الجميع يتفقون معاً بيد واحدة في استقرار هذا البلد و في محبته و في العمل من أجله و في أن يعملوا هم و الأقباط بيد واحدة من أجل مصر (تصفيق). أهنئكم أيضاً بحضور هذا العدد المميز و المشرف من القيادات العسكرية (هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" مع تصفيق) هذه التي نحبها و تحبنا و التي عملت كل جهدها من أجل رفعة بلادنا و استقرارها.

دورت على تعزية لأهالي الناس اللي ماتوا ما لقيتش.

دورت على كلمتين عن إحتمال الاضطهاد من أجل الإيمان ما لقيتش.

لقيت بداية العظة بداية سياسية من النوع الفاخر اللي كلنا زهقنا منها و كرهناها.

أفكرك يا بابا بالآتي:

  • زي اليومين دول من سنة كان لسه دماء الشهداء بتوع الاسكندرية ما بردتش على الرصيف اللي قصاد الكنيسة، و النهاردة عدى أسبوع على الذكرى السنوية ليهم.
  • زي اليومين دول من سنتين كانت دماء الشهداء بتوع نجع حمادي لسه سايحة على الأرض قدم الكنيسة برضه، و النهاردة بنحتفل بتاني ذكرى سنوية ليهم.
  • بعد الثورة بوقت مش كبير حصلت أحداث في المقطم راح ضحيتها عدد لا بأس به من المسيحيين، و كانت أصابع الاتهام بتشير للجيش، سواء على أساس أنه هو اللي ضربهم بالنار أو على أساس إنه ما حماهمش من اللي ضربوهم بالنار و عطل وصول الإسعاف ليهم.
  • السنة اللي فاتت اتهدم لينا كنيسة في سول بأطفيح و اتهدم لينا كنيسة تانية في المريناب و اتحرق لنا كنيسة في إمبابة. ما فيش حد من اللي هدم أو حرق الكنايس دي اتقبض عليه و اتحاكم على أفعاله.
  • و بعد أحداث كنيسة المريناب بوقت قليل مات لينا حبة حلوين كده في ماسبيرو تحت عجل مدرعات الجيش. شفت صورهم و هما متبططين زي البفتيك يا بابا و لا ما شفتش؟ أنا شفت.
  • فاكر يا بابا لما أهالي قنا رفضوا المحافظ المسيحي و قطعوا شريط القطر؟ عمل معاهم إيه المجلس العسكري؟ هل عمل معاهم اللي عمله في ماسبيرو؟ لأ...! شال المحافظ القبطي و حط لهم واحد غيره.
  • ده غير اللي مات و اللي انصاب بسبب الجيش و بإيدين الجيش في التحرير و ما حول التحرير في المظاهرات أو الاعتصامات. دول بقى ما عديناهمش علشان مش إعتداء مباشر على الأقباط من دون غيرهم.
  • ده طبعاً غير الاعتداءات على الأقباط اللي بتحصل في الخباثة كده في هوجة الانفلات الأمني اللي ماشي في البلد اليومين دول، برضه بسبب إن المجلس العسكري مش عارف (أو يمكن مش عاوز) يخلي الشرطة تنزل تشوف شغلها.

فيه ناس كتير قلبهم محروق على ولادهم اللي ماتوا أو انصابوا و على ممتلكاتهم اللي اتحرقت أو اتنهبت، و فيه ناس كتير برضه مش عاجبها المجلس العسكري و اللي بيعمله في البلد، و فيه ناس كتير برضه بتقول إن المجلس العسكري بيعمل صفقات مع التيارات الإسلامية علشان هما يمسكوا البلد و هو يخرج زي الشعرة من العجين. تفتكر كل ده يا بابا بيصب في مصلحة المسيحيين (لو هانحسبها بميزان المصالح بس)؟ تفتكر كل دي مجهودات من المجلس العسكري من أجل رفعة البلاد و استقرارها؟ صحيح المجلس العسكري بنى كنيسة سول، بس ده كان في الأول يا بابا لما كان المجلس لسه مش عارف راسه من رجليه، و كان فيه فيديوهات كتير للناس و هي بتهدم الكنيسة، يعني الموضوع كان موثق بشكل لا يحتمل التأويل أو التبرير، لكن الأحداث التانية جت بعدين و ما كانتش موثقة قد كده، و موقف المجلس العسكري منها كان مخزي في أحسن الأحوال.

بالنسبة يعني لقيادات التيارات الإسلامية اللي حضروا القداس و شكرتهم على الحضور، أحب أسأل سؤال: "هو فيه حد كان حايشهم في السنين اللي فاتت؟" ما مرشد الاخوان كان بيعمل لقاءات صحفية بصفته مرشد جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة"...! ما كانش قادر يعني يخطف رجله لحد الكاتدرائية يوم العيد علشان يعيد على المسيحيين زي ما عمل السنة دي؟ السلفيين اللي طلعوا في مظاهرات يشتموا فينا و فيك تحديداً بسبب كاميليا وفاء، هل دول نسيوا خلاص و بقينا سمن على عسل؟ هل دول هيبطلوا تكفير في المسيحيين و ما يستتبع التكفير من أفعال يوجبها حكم التكفير؟

الموضوع كله سياسة واطية ليس إلا. ممكن ألتمس العذر و أقول إن الكنيسة كمؤسسة في الدولة لا يمكن تنفصل كلية عن الحياة السياسية في مجتمعنا الحالي، و إن الكنيسة لسه بتعتبر ممثلة للأقباط في مصر، و إن الناس دول لو عاوزين يعملوا شويتين الهمبكة بتوع السياسة يبقوا لازم يروحوا الكنيسة في العيد، و بما إنهم جم الكنيسة يبقى لازم نشكرهم على المجيء حتى و لو كان من ورا قلبهم. زي بعده. خلينا نعتبرها كده.

طيب و المجلس العسكري اللي كله تقريباً ما عدا المشير كان مشرفنا ليلة العيد...! تقدر تقول لي يا بابا جاي بأنهي وش يعيد علينا بعد ما دهس ولادنا و إخواتنا بالمدرعات؟ تقدر تقول لي المجلس العسكري عمل إيه من المجهودات الفظيعة علشان إستقرار البلاد و رفعتها؟ الانتخابات كان فيها تجاوزات بالعبيط في كل مكان، و في رأيي إن اللي خلى الانتخابات تعدي من غير مشاحنات و خناقات و دم إن الشعب كان عاوز كده. الانتخابات المرة دي ما كانش فيها بلطجية علشان المستفيدين من البلطجة ما بقاش عندهم السلطة اللي كانت عندهم قبل كده، و بالتالي البلطجة مش هاتنفعهم. يعني المجلس العسكري كل اللي عمله في رأيي هو تأجيل الانتخابات...!

كان ممكن تشكرهم على الحضور فقط، و يبقى كده عدانا العيب و قزح، لأن مش ممكن ييجوا و ما نشكرهمش. ده حتى يبقى عيب و قلة أدب. لكن إحنا مش بنحبهم يا بابا و لا هما بيحبونا...! مش بنحيييبوووهوووم، و لا هما بيحبونا. لو لسه مش عارف كده تبقى مشكلة. و لو عاوز تدينا مثال في المحبة اللي وصانا بيها السيد المسيح، ما يبقاش المثال ده و إنت بتتكلم في عظة العيد نيابة عن كل الأقباط...! خليه موقف شخصي منك و اللي عاوز أو اللي قادر يعمل زيك يبقى يعمل، لكن ما تتكلمش نيابة عنا كلنا و تقول بنحبهم...!

كان نفسي أشوف أحمد حرارة اللي فقد عينيه الاتنين علشان مصر قاعد في الصفوف الأولى، حتى لو كان قاعد ورا البهوات الظباط. كان نفسي أسمع منك تعزية لأهالي شهداء الثورة و شكر ليهم على اللي عملوه. كان نفسي أسمعك بتقول "نشكر كل الشباب المصري الوطني اللي ضحى بروحه و عينيه و مات أو أصيب من أجل مصر، و منهم الأطباء و المهندسين و رجال الدين و الصحفيين و غيرهم، و نطلب من الرب أن يرحمهم برحمته الواسعة."

قلت في العظة إن السيد المسيح ما كانش أرستقراطي و إنه كان بيقعد مع الأصاغر و الضعفاء و المحتاجين قبل ما بيقعد مع علية القوم. قلت إنه قال "ما جئت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة." قلت إنه كان بيدور على الخطاة و صغار النفوس. كنت عاوز أشوف الأصاغر دول قاعدين في الصفوف الأولى ورا البهوات اللي حاكمينها و واكلينها والعة. كنت عاوز أشوف أم مينا دانيال و أخته و غيرهم من أهالي الناس اللي ماتوا في الثورة. هما دول برضه مش ماتوا بلا ذنب زي اللي ماتوا في كنيسة القديسين و اللي اتكلمت عنهم السنة اللي فاتت؟

أنا زعلان قوي...! زعلااااااااااان جداً. إنت بابا و حبيبي و على راسي من فوق، بس ده ما يمنعش اني أعاتبك و أقول لك اللي عملته ده في رأيي غلط كبير. عاوز لما أقول لك يا بابا تبقى طالعة من قلبي بجد. إنت طبعاً عارف إن الأقباط سموا البطرك بابا لأنهم كانوا بيحبوه زي أب ليهم. أنا مش ملزم أقول لك يا بابا. أنا ممكن أقول "الأنبا شنودة" و برضه يبقى عداني العيب و قزح و ما أبقاش قللت من مكانة الكهنوت. بس أنا عاوز أقول لك يا بابا. ما تزعلنيش تاني لو سمحت.

و بالنسبة للبشر اللي سقفوا للعسكر... تستاهلوا كل اللي يتعمل فيكم و شوية زيادة كمان. انتم نتاج "الخرفنة" اللي مبارك كان بيعملها فيكم بقى له ٣٠ سنة، يعني بقيتم خرفان لا مؤاخذة. و الخروف ما بيشتكيش لما بيتدبح أو صوفه بيتجز أو أي حاجة. و لا عمري شفت خروف بيشتكي علشان الخروف اللي جنبه اتدبح. الخروف بياكل و ينام و بس.

و على فكرة... جوه كنيسة جوه الأزهر، يسقط يسقط حكم العسكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق